تقرير ندوة : حول المعلومات الجغرافية والتدبير الترابي
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، السيد الشرقي الضريس، يوم الثلاثاء بالرباط، على أهمية نظم المعلومات الجغرافية في تحسين التدبير الترابي بشكل يمكن الجماعات المحلية من تتبع أفضل لبرامجها ومشاريعها وكذا تحقيق التناسق والالتقائية بين مختلف المتدخلين على المستوى المحلي
وأشار السيد الضريس، في كلمة خلال افتتاح ندوة حول موضوع "المعلومات الجغرافية والتدبير الترابي : التطبيقات الحالية وآفاق التطوير"، إلى أن هذا اللقاء، الذي يأتي كتتويج لمسار برنامج التعاون مع حكومة جزر الكناري، مدعومة بسفارة إسبانيا بالمغرب، يشكل محطة أساسية لإغناء الحوار ورصد التجارب التي أبانت عن جدواها وتثمين المكاسب والإنجازات التي تم تحقيقها طيلة السنوات الأخيرة
وأضاف أن هذه الندوة تعد أيضا فرصة لاستشراف آفاق جديدة لتمكين الفاعلين على المستوى الترابي من الاستفادة من المزايا والإيجابيات التي يمنحها نظام المعلومات الجغرافية، مشيدا بالتعاون المثمر بين المغرب وإسبانيا وحكومة جزر الكناري في مجال المعلومة الجغرافية.
وأبرز الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية أن مجالات التعاون المشترك بين المغرب وإسبانيا تتميز بتعددها وتنوعها، مذكرا، في هذا الصدد، بالإنجازات المحققة في إطار بروتوكول التعاون الموقع بتاريخ 29 أكتوبر 2008 بشراكة مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي بخصوص برنامج "كاب 2009"، الهادف إلى دعم اللامركزية بالمغرب، والذي مكن من إنجاز الدراسة الأولية لإحداث نظام المعلومات الجغرافية على الصعيد المركزي وكذا دراسة نظام العنونة بكل من مدن طنجة وتطوان والحسيمة وشفشاون
وأضاف أن بعض الجماعات المحلية بجهات سوس-ماسة-درعة والعيون-بوجدور-الساقية الحمراء قد استفادت من دعم برنامج التعاون مع حكومة جزر الكناري، وذلك في إطار البرنامج العملياتي للتعاون الدولي والصندوق الأوروبي للتنمية الإقليمية
وأبرز أن هذا البرنامج تضمن إنجاز مجموعة من المشاريع من طرف شركة "كرافكان" التابعة للوزارة الجهوية للأشغال العمومية والنقل والسياسة الترابية بجزر الكناري، ومن بينها على الخصوص مشروع إنتاج وإدماج المعلومات الجغرافية لأكادير، ومشروع "كارطوغراف موروكو" للمعلومات الجغرافية لأكادير الذي مكن من تغطية مجال ترابي مساحته أكثر من 45 ألف هكتار ومشروع "سيت المغرب" الذي يهم مدن العيون وسيدي إيفني وطانطان وكلميم وطرفاية
من جانبه، أكد وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، السيد محند العنصر، أن استعمال نظم المعلومات الجغرافية لم يعد خيارا، بل ضرورة قصوى، بالنظر إلى التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والكم الهائل من هذه الأخيرة
وأضاف أن المغرب سجل تطورا كبيرا في مجال الاستشعار عن بعد وفي مجالات أخرى مرتبطة، وهو ما يقتضي تملك الأدوات اللازمة في مجال المعلومات الجغرافية، مشيدا، في هذا الصدد، بالتعاون العميق والمثمر مع إسبانيا وحكومة جزر الكناري، ومبرزا الدور الهام للتكنولوجيا ولنظم المعلومات الجغرافية في عملية إنجاز المشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة، وفي مقدمتها الجهوية المتقدمة
من جهته، قال سفير إسبانيا بالرباط، روبير جوي، أن هذا اللقاء يتوج مسلسلا طويلا من التعاون مع الإدارة العامة للجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية، مشيرا إلى أنه لا يمكن تفعيل أي تصور لإعداد ترابي منسجم وفعال إلا من خلال نظام للمعلومات حديث وناجع
وأشاد السفير الإسباني بمستوى التعاون بين المغرب وإسبانيا في هذا المجال، لاسيما تعزيز قدرات السلطات المحلية وتحديث التدبير الترابي وتنمية سوسيو اقتصادية وبيئية منسجمة
وجدد الدبلوماسي الإسباني التأكيد على "التزام إسبانيا وحكومتها في شراكتها مع المغرب ودعمها الراسخ لمسلسل الإصلاحات الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس وحكومته، والتي تقوم على الاستقرار والنمو الاقتصادي"
من جانبه، اعتبر وزير الأشغال العمومية والنقل والسياسة الترابية دومينغو بيرييل، أن اللجوء إلى نظم المعلومات الجغرافية أملته العديد من الظواهر الاجتماعية والديموغرافية، مذكرا بتنقل السكان والنمو الديمغرافي والتوسع الحضري السريع، مما يفرض ضرورة التجديد المستمر لأدوات التحكم وجمع وتحليل واستغلال المعلومات لتحديد التحولات المجالية
وبخصوص مشروع "كارطوغراف موروكو" للمعلومات الجغرافية لأكادير، كشف السيد بيرييل أن مجموعة تضم 20 تقنيا مغربيا تلقوا تكوينا من أجل ضمان التدبير المستدام للمعطيات المحوسبة.
وأكد على ضرورة الإقرار بالأثر المهم للتعاون ولعلاقات الجوار على الشعب المغربي، وخاصة السكان المغاربة في المناطق القريبة جغرافيا من جزر الخالدات، مشيرا إلى أن هذا البرنامج مكن من إعداد دراسة شاملة للإمكانات التي تزخر بها هذه المناطق في أفق بناء ميناء طرفاية قريبا الذي سيعطي دفعة قوية للعلاقات التجارية بين المغرب والجزر.
وأبرز السيد بريل، الذي توقف عند مسلسل التنمية "الملحوظ"، في مجالات الصناعة والفلاحة والتجارة والطاقة، الدور الهام لنظم المعلومات الجغرافية في تحسين الانعكاسات الإيجابية لهذا المسلسل وللبرامج الحكومية
ويهدف هذا اللقاء المنظم من قبل وزارة الداخلية بالتعاون مع حكومة جزر الخالدات وبدعم من السفارة الإسبانية في الرباط، إلى إبراز المتطلبات التقنية والتنظيمية اللازمة لوضع نظم المعلومات الجغرافية، و تبادل التجارب في هذا مجال والقيمة المضافة للإدارة الترابية، والرهانات المؤساساتية للشراكة وتبادل المعطيات ووضع استراتيجية وطنية لتثمين المعلومة الجغرافية، وكذلك أهمية ومساهمات التعاون الدولي الثنائي والمتعدد الأطراف في هذا المجال
ومن المنتظر تنظيم عدة جلسات في إطار هذا اللقاء ستخصص لمناقشة، على الخصوص، أهمية المعلومات الجغرافية بالنسبة للتخطيط والإدارة الترابية، ودور الوسائل الجديدة لمعالجة وتدبير المعلومات الجغرافية من أجل عمل عمومي فعال وناجع، وكذا المقتضيات المؤسساتية للشراكة وتبادل المعطيات.
المصدر: ورد بمجلات إلكترونية، الثلاثاء 21 أكتوبر، 2014