الاثنين، 18 يناير 2016

جمعية الادريسي للخرائطية


  جمعية الشريف الإدريسي للخرائطية  


جمعية مغربية تأسست سنة 2015 من طرف مجموعة من الطلبة الدكاترة المنتمين إلى جامعة شعيب الدكالي بمدينة الجديدة – المغرب- تعنى أساسا بالبحث العلمي وخاصة مجال الخرائطية وما يرتبط بها من علوم وحقول معرفية. وتسهر على تنظيم تظاهرات  علمية وندوات وايام دراسية، كما تقوم بتنظيم دورات تكوينية لفائدة الطلبة وللعموم في المجال النظري والتطبيقي لأدوات الكرطوغرافية الحديثة وخاصة  الجيوماتية (برامج نظم المعلومات الجغرافية والإسشعار عن بعد، الجيوديزيا، المساحة التصويرية، نظام تحديد المواقع…) وغيرها من الكفايات والمهارات والمعارف التي تعين الباحثين على إنجاز أبحاثهم.
كما تنفتح الجمعية على كافة الفعاليات والمؤسسات الوطنية والدولية التي تتقاطع نفس الأهداف والإهتمامات، وتسهر على مد جسور التواصل مع الفاعلين المحليين والساهرين على تدبير الشأن المحلي لمدهم بالخبرات والكفايات الضرورية التي تساعدهم في النهاية على تصور وتخطيط مشاريعهم وبرامجهم، وخاصة في مجال إعداد التراب والبيئة والعمران والماء والشبكات ،الأمن والتعليم والصحة والوقاية المدنية… وغيرها من حقول تطبيق أدوات الخرائطية المتعددة.
تدعوا الجمعية كافة الطلبة والأساتذة والفاعلين المحليين وعموم المهتمين على التعاون جميعا من أجل تحقيق الأهداف، فأبوابها مفتوحة لكل المبادرات والأفكار وكل أنواع الدعم وتبادل الخبرات تجسيدا لمبدا التواصل الذي جعلته الجمعية شعارا لها منذ البدايات الأولى لتأسيسها. ناهيك عن كونها تضم خيرة من الطلبة الدكاترة والأساتذة الذين يسهرون على نجاح هذه التجربة المتميزة بوطننا الحبيب.
لزيارة موقع الجمعية أنقر على الرابط:http://al-idrisi.org/Adhesion

السواني : نموذج للزراعة الساحلية وللمورد الترابي القابل للتثمين

كاتب المقال : حميد القواق (المصدر: بحث الماستر في الجغرافيا سنة 2012: تأطير الأستاذ: حسن العباسي جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب) لتحميل المقال

تعتبر "السانية" من بين التقنيات القديمة لرفع الماء، انتشر استعمالها بالحضارات القديمة خاصة ببلاد الرافدين، تشبه "الناعورة "1 التي تقام على المجاري المائية، لقد ساهمت في نسج ثقافة خاصة وقاموس لغوي ذو صبغة محلية (الطويل حجاج، 4830). بالرغم من اندثارها تركت بعض الشواهد المادية والرمزية فالحقول التي كانت تزودها بالماء تسمى اليوم باسمها "السواني" ولازالت بعض معالمها بالمجال كذلك (أنظر الصورة رقم: 01-02-03 والشكل رقم : 01). لقد سبق استعمالها بالمغرب قبل استعمال "الناعورة الكبيرة". لقد أخذت اسمين أساسين في الغرب الإسلامي: "السانية" والدولاب"، فـإسم "الدُولاب" ينتشر في شرق الغرب الإسلامي أما "السانية" يوجد فقط بالمغرب على خلاف باقي الدول الأخرى بشمال إفريقيا حسب ما ورد عند (2Georges, Colin,S., 1932 ). 
لقد تجاوز مصطلح السانية معنى الآلة فقط ليأخذ دلالات أخرى مادية ورمزية حيث أن السانية أصبحت مدلولا للبئر وما تسقيه مياهها من بساتين وحقول، ومن هذا المنطلق فالسانية هي "تلك الاستغلالية المتوفرة على البئر وآلة استخراج المياه وكذا البساتين المُعدة لإنتاج البقليات والخضر". من هنا يتبين العمق التاريخي لهذه الزراعة ومدى تجدرها في تاريخ المجال المغربي بشكل عام وبمجال الدراسة بشكل خاص. والغاية من  هذا التأصيل بهدف موقعة الظاهرة المدروسة في سياقها التاريخي والمجالي كذلك وإظهار قيمتها كمورد ترابي وجزء من التراث وجب الحفاظ عليه وتثمينه وربطه بالتنمية المحلية والهوية الترابية (أنظر الصور رقم: 1-2-3 والشكل رقم: 1).
تعتبر السواني مثالا للزراعات الساحلية النوعية بالمجال المغربي ككل، ونظرا لهذه الخصوصية تم اعتبارها من الموارد الترابية نظرا لأدوارها المتعددة، ذلك ما يبرر اختيارنا لها كموضوع وحقلا لتطبيق المقاربة النسقية داخل مجال ساحلي الجديدة الكبرى كحاضن لهذه الممارسة الزراعية المتفردة.
ملحق الصور:
صورة رقم (01) : مجال السواني بالقرب من البحر
مجال السواني
شكل رقم (01) : عناصر النسق المجالي للسانية
عناصر النسق المجالي
صورة رقم (02) : بعض شواهد السانية القديمة
بعض شواهد السانية
صورة رقم: (03) : محل بيع منتوجات السانية
محل البيع بالسانية
هوامش: 
1- ظهرت -الناعورة الكبيرة- في المشرق وخاصة بالحضارات القديمة (حضارة بلاد الرافدين) انتقلت إلى المغرب عبر الأندلس وتم تركيبها على وادي فاس. ذاتية الحركة وتقام على ضفاف الأنهار والمجاري المائية وذات حجم كبير، يتراوح قطرها ما بين 6 أمتار إلى 26 متر، أما " السانية " تديرها الدواب وقد تقام على ضفاف الأنهار أو على الآبار، ذات حجم أصغر قطرها ما بين 2 و 3 أمتار. إن هذا النوع من النواعير حديث – على الأقل منذ العهد المريني- وجاءت لتخلف نواعير تقليدية قديمة تُدار بواسطة الدواب(السانية لكن لم تساهم في اندثارها بل استمر استعمالها إلى جانب "الناعورة الكبيرة ".
2- إن إمكانية التحديد الدقيق للدور الذي لعبته شعوب بلاد الرافدين في إدخال هده التقنية غير متحقق منه، حسب ما ورد عند " GEORGES, COLIN. S ، و يبقى تاريخ اختراع "النوريا" غير دقيق لكن يرجع جل الباحثون اختراعها إلى حوالي القرن الأول قبل الميلاد. لقد أكد " GEORGES , COLIN, S. " على أنها وردت في تقارير " الكوموندو ميترو" Commandant Maitrot" في كتابه «l’ingéniosité des marocains» سنة 1922، وفي بعض النصوص التي كُتبت من طرف الضابط الفرنسي " لويس برونو" louis Brunot " حيث تم ذكرها بواسطة الاسم الدارج المغربي "السانية " سنة 1927.