مدونة الشريف الإدريسي لتنمية البحث الجغرافي: المغرب
مدونة تعنى بالبحث الجغرافي أساسا (عبارة عن فضاء مفتوح للتبادل والنقاش)
الأحد، 29 ديسمبر 2024
الأحد، 22 ديسمبر 2024
الخميس، 19 ديسمبر 2024
الثلاثاء، 17 ديسمبر 2024
الخميس، 5 ديسمبر 2024
الخميس، 26 سبتمبر 2024
الأول من نوعه في شمال غرب إفريقيا.. اكتشاف أقدم وأكبر مركب زراعي في المغرب (صور)
هبة بريس: 2024-09-25 / 10:13
اكتشفت مجموعة بحث دولية بقيادة المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP) المتواجد بالرباط ـ المغرب،و المعهد الإيطالي لعلوم التراث الثقافي | المجلس الوطني للبحوث ISPC) CNR-) وجامعة كامبريدج، مركب زراعي هو الأول من نوعه يعود إلى الفترة ما بين 3400 و2900 قبل الميلاد، وهو أكبر وأقدم مركب زراعي تم توثيقه في إفريقيا خارج وادي النيل.
و يؤكد هذا الموقع الأثري الذي تم اكتشافه بقرية واد بهت قرب مدينة الخميسات, دور المغرب الكبير في تطور المجتمعات في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، حيث نُشرت نتائج هذه الأبحاث في المجلة الإنجليزية المرموقة Antiquity.
المركب الزراعي الواسع النطاق, يمتد على مساحة تقارب عشرة هكتارات، مشابه في حجمه لمدينة “طروادة” الإغريقية من العصر البرونزي المبكر.
ووفقًا للباحثين، يوفر هذا الموقع رؤى جديدة حول استيطان المغرب الكبير بين الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد، ويعزز فهمنا للدور الحيوي الذي لعبته هذه المنطقة في تاريخ البحر الأبيض المتوسط.
هذا الاكتشاف الجديد هو ثمرة تعاون بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في المغرب (INSAP)، المعهد الإيطالي لعلوم التراث الثقافي في ايطاليا (CNR-ISPC) ، ومعهد ماك-دونالد للأبحاث الأثرية بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة و المعهد الإيطالي للشرق الأوسط والأقصى (ISMEO).
ويعود هذا المركب الزراعي إلى العصر الحجري الحديث المتأخر (3400-2900 قبل الميلاد)، وهو فترة زمنية كانت المعلومات عنها شبه منعدمة في شمال غرب إفريقيا.
ويتعلق هذا الاكتشاف بفترة غير موثقة في عصور ما قبل التاريخ في شمال غرب أفريقيا. في الواقع، على الرغم من الاعتراف على نطاق واسع بأهمية هذه المنطقة في العصر الحجري القديم والعصر الحديدي والفترات الإسلامية، إلا أن هناك نقصًا كبيرًا في المعرفة للفترة ما بين 4000 و1000 سنة قبل الميلاد. و للمساهمة في ملئ هذه الثغرة، أجرى عالم الاثار يوسف بوكبوط (INSAP-المغرب)، رفقة علماء الاثار Cyprian Broodbank (جامعة كامبريدج-المملكة المتحدة) وGiulio Lucarini (CNR-ISPC وISMEO – إيطاليا) أبحاثًا أثرية متعددة التخصصات في واد بهت.
واكتشف الفريق أدلة على وجود نباتات وحيوانات تم تدجينها، بالإضافة إلى مجموعة غنية من الأدوات الأثرية، بما في ذلك الأواني الخزفية المزخرفة متعددة الألوان، والفؤوس المصقولة، وأدوات الطحن، وعدة أنواع من الأدوات الحجرية. كما كشفت الحفريات عن وجود عدد كبير من حفر التخزين والمخازن العميقة، والتي كانت تستخدم على الأرجح لتخزين والحفاظ على المواد الزراعية.
الأدلة من موقع واد بهت تشير أيضًا إلى وجود روابط قوية مع مواقع أخرى معاصرة في شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث تم العثور على قطع عاج وبيض نعام تدل على اتصالات بين إفريقيا وأوروبا عبر مضيق جبل طارق. تؤكد هذه النتائج الدور الرئيسي للمغرب الكبير في تطوير شبكات التجارة والتبادل الثقافي عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد.
لما يزيد عن قرن من الأبحاث الاثرية، كان اللغز الكبير وراء عصور ما قبل التاريخ في البحر الأبيض المتوسط يتعلق بالغياب الواضح للمواقع الاثرية، التي تؤرخ للفترة الزمنية الممتدة من الالفية الرابعة الى الالفية الأولى قبل الميلاد، المتواجدة على طول سواحل شمال أفريقيا ، على النقيض من الديناميكية الكبيرة والتطورات الاجتماعية والثقافية الهامة التي ميزت الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط و التي أدت إلى ظهور ما يسمى بالمواقع الضخمة المحصنة من العصر النحاسي الأيبيري.
ويخلص مؤلفو هذا البحث إلى أن “اكتشاف موقع واد بهت في المغرب يدل على أن هذه الفجوة المعرفية لا ترجع إلى نقص في الأدلة الأثرية، بل إلى الاهتمام المحدود الممنوح حتى الآن لهذه المناطق، وعلى وجه الخصوص لهذه المراحل التاريخية”.
تأتي نتائج هذه الدراسة من المشروع الأثري لوادي بهت (OBAP)، وهو مشروع دولي متعدد التخصصات تم إطلاقه عام 2021 في إطار برنامج التعاون العلمي الموقع بين INSAP (المغرب)، وCNR-ISPC (إيطاليا)، ومعهد ماكدونالد للبحث في الآثار في جامعة كامبريدج (المملكة المتحدة) وISMEO (إيطاليا).
الأحد، 28 يوليو 2024
السبت، 27 يوليو 2024
الأحد، 14 يوليو 2024
أول خريطة أثرية مغربية: التعريف بالتراث من أجل تسهيل تدبيره
في إطار جرد التراث الثقافي الوطني وحسن تدبير المعالم والمواقع الأثرية، أنشأت وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – بالشراكة مع الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية أول خريطة أثرية وطنية للمغرب.
وتعتبر هذه الوثيقة دليلا للمواقع الأثرية المعروفة حسب البيانات والمعطيات المقدمة من طرف المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث ومديرية التراث الثقافي. وباستثناء المواقع الأثرية الكلاسيكية التي تعود إلى فترات مختلفة، منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث، فقد تم اكتشاف مواقع أثرية أخرى جرّاء العمل الجبّار الذي تقوم به المؤسستين المذكورتين أعلاه، من خلال الأبحاث الأثرية المبرمجة والتنقيبات الأركيولوجية المنظمة من قبَل الفرق العلمية التابعة لهاتين المؤسستين، بالإضافة إلى المجهودات المبذولة خلال عمليات جرد التراث الثقافي.
تشمل هذه الخريطة حاليا رصيدا من المواقع الأثرية التي تم نشرها سابقا بعدد من الجهات كالداخلة، الصويرة، الدار البيضاء، الرباط-سلا-القنيطرة، أصيلة وجهة الشرق. وستضم قريبا مواقع أثرية أخرى لجهات طانطان، زاكورة، تامانارت، بكلالرحامنة، بني ملال-خنيفرة. كما تعد ورشا كبيرا للأركيولوجيا المغربية التي تتطلب تحيينا مستمرا يواكب الاكتشافات ومستجدات عمليات المسح والجرد الخاص جهة.
هذه الخريطة التي سيتم إغناءها باستمرار بمعطيات جديدة في طور النشر، تعتبر وثيقة مهمة للأركيولوجيا والمعالم الأثرية الوطنية.
وبشراكة مع الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية يتم انجاز أطلس جهوي سيمكن من المساهمة في إحداث مخططات سياحية تأخذ بعين الاعتبار التراث الثقافي بما في ذلك الأركيولوجي.
وتطور وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – من خلال مجهودات المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث ومديرية التراث الثقافي، مشروع الخرائط الجهوية الرقمية “التوقعية” التي ستمكن من وضع نظام يقظة لمحاربة اندثار المواقع الأثرية، وستساهم هذه التجربة الرائدة بإفريقيا، في التعرف على مناطق ذات الأولوية للمسح الأثري.
تعتبر الخريطة الأثرية وثيقة علمية ستساهم في معرفة هذا الجزء من التراث الوطني. وستكون رهن إشارة الباحثين والطلبة، وستمكن كذلك من الأخذ بعين الاعتبار المواقع الأثرية في مشاريع تهيئة التراب الوطني والسياحة الثقافية.
الخميس، 27 يونيو 2024
الخميس، 13 يونيو 2024
الخميس، 23 مايو 2024
حوار جريدة الصباح مع الأستاذ الجامعي خياطي اسماعيل حول استنزاف الفرشة المائية بدكالة
جريدة
الصباح العدد 7428، الأربعاء 22 ماي 2------------------------------------------------------------------------------
حوار
الفرشة المائية تعرضت
لاستنزاف خطير
رابط المقال: https://assabah.ma/777985.html
أجرى الحوار: أحمد ذو الرشاد (الجديدة)
خياطي الباحث الجامعي قال:
إن التوحل سيفقد السدود ربع طاقتها الاستيعابية في أفق 2050
أكد إسماعيل خياطي،
الأستاذ والباحث الجامعي المتخصص في الجغرافيا وإعادة تشكل المجال والتنمية
المستدامة بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، أن تعاقب سنوات الجفاف والضغط على الفرشة
المائية وارتفاع عدد السكان وتزايد الطلب على تغذية وإرواء القطعان المدجنة
والتوحل، من أسباب الإجهاد المائي الذي تعيشه منطقة دكالة.
وفيما يلي نص الحوار:
· هل يمكن إعطاء تشخيص حقيقي للوضع
المائي بمنطقة دكالة؟
تعتبر دكالة منطقة فلاحية بامتياز، تشمل إقليمي الجديدة وسيدي بنور، على
مساحة تفوق 700 ألف هكتار، بأكثر من 1.239 مليون نسمة، حسب آخر إحصاء وطني (2014)،
جلهم يعيشون بالمجال القروي (68 % مقابل أكثر من 40 % على المستوى الوطني).
عانت المنطقة، منذ 6 سنوات تعاقب مواسم الجفاف، خاصة في الموسم الحالي، بعد
وقف إمدادها بالموارد المائية المخصصة للسقي انطلاقا من سد إيمفوت، في إطار مشروع
الإعداد الهيدروفلاحي لقطاع دكالة المسقي، الذي كانت تخصص له ما بين 500 مليون متر
مكعب و800 مليون من مياه الري، إذ لم يعد في الإمكان توفيرها، نظرا لتعاقب فترات
الجفاف والعجز الحاصل في حجم الواردات المائية على مستوى السدود الموجودة على أم
الربيع (2.5 %)، إضافة إلى نضوب مياه الفرشة الجوفية. وكانت الموارد المائية
الآتية من أم الربيع تستعمل في ري الحبوب والزراعات العلفية التي عرفت تراجعا
واضحا منذ تقليص الحصة المخصصة للسقي. وطرحت تغذية وإرواء القطعان، التي كانت
تعتمد على هذه الزراعات، العديد من التحديات، مما أدى إلى تراجع بيّن لأعداد
القطعان ولكميات الحليب المنتجة حاليا بسب غلاء الأعلاف من تبن وفصة وعلف مركز
وقلة العلف المدعم وتكلفة جلب الماء من بعيد للإرواء.
· تعاني منطقة دكالة إجهادا مائيا،
ماهي أسبابه؟
لا بد من الإشارة إلى أن دكالة لا تتوفر على موارد مائية مهمة، باستثناء
نهر أم الربيع الذي يحاذيها شمالا وفرشة مائية معلقة ومتواضعة. وما تجود به
الطبيعة وما يُعبِّئه الإنسان من مياه لا يفيان بحاجيات السكان وحاجيات الأعداد
المتزايدة من قطعان الماشية. واستفادت المنطقة من «وصول» كميات وافرة من
المياه من سد إيمفوت بعد تجهيزها، مما جعلها تبدو وكأنها غنية من حيث الموارد
المائية. ومع توالي مواسم الجفاف في نهاية القرن الماضي، بدأ يتضح مدى ارتباط
المنطقة بالموارد المائية الموهوبة لها من السدود. وحتَّم ذلك على المسؤولين تبسيط
مسطرة الحصول على رخصة حفر ثقوب وآبار لاستغلال المياه الباطنية، فزاد الضغط عليها
بمختلف الجهات (الولجة، الساحل، الأراضي البورية غير المجهزة، ثم أخيرا السهل
المجهز الذي لم يعد يستقبل المياه من السد).
وساهمت هذه العوامل في إذكاء الإجهاد المائي الذي تعرفه المنطقة، تضاف
إليها أسباب أخرى، من قبيل تزايد حاجيات السكان والقطعان من كميات المياه
المستهلكة يوميا، وتبني مزروعات مستهلكة للماء واعتماد تقنيات سقي غير مقتصدة
للماء. وتعرضت الفرشة المائية لاستنزاف خطير، خصوصا بعد
تعميم الترخيص بحفر الآبار، علما أن أغلب الثقوب والآبار هي غير مرخصة، سيما أن
المياه الجوفية بدكالة نادرة وضعيفة، ترتبط بالعوامل الطبيعية المتمثلة في الوضع
الجغرافي والجيومرفولوجي والجيولوجي والمناخي، وتتوزع بين عدة فرشات مائية، يمكن
حصرها على الأقل في فرشتين، فرشة «ساحل» دكالة، بين نهر أم الربيع والمحيط الأطلسي
وسهل دكالة الداخلي وفرشة دكالة، تنطلق من كتلة الرحامنة على امتداد السهل. وهي
فرشة حرة قريبة من السطح، تتغذى من الوديان النازلة من الرحامنة ومن مياه السقي
الزائدة، كما نجد بها فرشات معلقة محدودة جدا غير عميقة، هي التي كانت مستغلة في
الماضي ولم يعد لها أثر في وقتنا الراهن.
· هل يمكن تعويض الخصاص الحاصل في
مياه الشرب والسقي بتحلية مياه البحر، مع العلم أن التكلفة باهظة؟
لا بد من الإشارة إلى أن مسألة تحلية مياه البحر بالمغرب مكنت، منذ عقود،
من توفير الماء الشروب لسكان الأقاليم الجنوبية. والمغرب يتوفر حاليا على 11 محطة
لتحلية مياه البحر، لعل أهمها هي محطة أكادير هشتوكة، وهو مشروع مشترك بين
القطاعين العام والخاص، مَكَّن من توفير الماء الشروب للمجموعة الحضرية (أكادير
الكبرى) وكميات محترمة للاستعمال الفلاحي (السقي).
بالنسبة لجهة الدار البيضاء سطات، نلاحظ أن محطة تحلية مياه البحر بالجرف
الأصفر التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، بدأت فعلا في تزويد مدينة الجديدة وبرمجت
تزويد عدد من المدن والمراكز الحضرية القريبة بالماء الشروب. وستُمَكِّن محطة
المهارزة الساحل من تحلية نصف مليون متر مكعب من مياه البحر يوميا لضمان التزود
بالماء الشروب لسكان العاصمة الاقتصادية والمدن والمراكز الحضرية القريبة منها.
أما فيما يخص تخفيف العبء عن السقي، بالنسبة لدكالة، سيُمَكِّن مشروع محطة
المهارزة الساحل أو الدار البيضاء، المزمع العمل بها نهاية 2027، بالإضافة إلى
الماء الشروب، من توفير مياه الري على مساحة 5000 هكتار.
من المتوقع أن يصل ثمن المتر
المكعب من الماء المحلى بمحطة البيضاء إلى 4.5 دراهم، ويطرح تجهيز منطقة دكالة
(100 ألف هكتار) بنظم الري عدة صعوبات، إذ يتم نقل المياه اعتمادا على الجاذبية،
فكم ستحتاج من مياه محلاة، انطلاقا من البحر وبالتكلفة سالفة الذكر، ناهيك عن
المنشآت والتجهيزات المعقدة اللازمة لذلك. ولا مجال للمقارنة، بين دكالة وسوس، لأن
أغلب المزروعات المسقية بدكالة هي مزروعات «معاشية»، أساسها الحبوب والمزروعات
العلفية، موجهة للأسواق الداخلية.
· هل لتوحل السدود تأثير سلبي على
حقينتها؟
من أبرز المشاكل التي تهدد استدامة الموارد المائية المُعبّأة في السدود
التَوَحّل، الذي تعرفه هذه الأخيرة، جراء أشكال متعددة من انجراف التربة بعالية
الأحواض، إذ تساهم طبيعة الزخات المطرية المركزة في تشكيل أوحال بقعور السدود.
ويفقد المغرب كميات مهمة من المياه السطحية، تقدر حسب الخبراء ما بين 45 مليون متر
مكعب و75 مليونا سنويا، بل هناك من يتوقع أن تفقد السدود المغربية، نتيجة
التَوَحّل، 25 % من طاقتها الاستيعابية في أفق 2050.
في الوقت الراهن، لا حلول لمشكل توحل السدود، وما على السلطات العمومية إلا
التفكير في بناء المزيد من السدود، للوصول إلى طاقة استيعابية في حدود 32 مليار
متر مكعب سنة 2050 (مقابل 20 مليارا حاليا)، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع جراء
التغيرات المناخية، على أن النزعة العامة هي تراجع كميات الأمطار وتركزها في الزمن.
· هل يمكن العودة إلى الطرق القديمة
التي سلكها أجدادنا في تعبئة المياه، خاصة المطافي؟
أظن أن السكان كانوا عبقريين في تدبير الموارد المائية النادرة، خصوصا في
المجالات التي كانت بها الفرشة المائية الباطنية عميقة. ولعل تجميع وتخزين مياه
الأمطار في خزانات تحت أرضية تدعى محليا المَطافي، لخير دليل على ذلك. وهي تقنية
أصيلة، غير أن الكميات المخزنة بها تكون محدودة، رغم أننا نجد أحيانا مطفيات
جماعية كبيرة. كما أن هذه الكمية المخزنة تبقى مرتبطة بكمية الأمطار التي تهطل
خلال الموسم الفلاحي.
ورغم أن هذه التقنية أبانت عن
فعاليتها في تزويد الأسر بالماء في الماضي، فإن أهميتها، في الوقت الراهن، تبدو
ضئيلة، نتيجة كثرة السكان وتزايد الحاجة إلى استعمال الماء المنزلي، وتزايد أعداد
القطعان، التي تستهلك أكثر من الإنسان، والتي أصبحت تُدَجّن في إسطبلات عوض
الانتجاع (الانتقال الموسمي من مجال إلى آخر) وغيرها من العوامل التي ساهمت في
الرفع من كميات المياه المستهلكة، والتي تفوق ما تخزنه المطافي، التي تبقى مع ذلك
محببة عند البعض، حيث يتم استعمال مائها في تذوق كؤوس الشاي.
في سطور:
§تاريخ ومكان الازدياد: فاتح دجنبر
1959 بسيدي بنور
§ المهنة: أستاذ باحث في الجغرافيا،
مختبر إعادة تشكل المجال والتنمية المستدامة جامعة شعيب الدكالي الجديدة.